“خطة تسليم المقاومين”.. الاحتلال يغتال الثقات والسلطة تضاعف الضغط

كشفت مصادر خاصة لوكالة “قدس برس”، اليوم الجمعة، عن تفاصيل جديدة تتعلق بالضغوطات التي مارستها السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية بحق مجموعة “عرين الأسود” (مقاومون مسلحون) في نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة.

وأوضح مصدر مقرب من “عرين الأسود” أن “السلطة عملت بخط متواز تمامًا مع خط الاحتلال الإسرائيلي، وبالاتفاق التام مع سلطاته، على إنهاء ظاهرة العرين منذ اللحظة الأولى لظهورها”.

وأضاف أن السلطة الفلسطينية “حاولت اجتثاث عرين الأسود عبر مجموعة من الخطوات التدريجية، وهو ما كانت تدركه قيادة المجموعة التي رفضت كل الإغراءات التي قدمت لها”.

وأشار إلى أن “قادة وعناصر من المجموعة كانوا لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية بهدف تحييدهم ودفعهم تسليم سلاحهم، بوسائل مختلفة”.

وبيّن أن أبرز تلك الوسائل تمثل في “الضغوطات عبر الاتصالات الهاتفية اليومية بهم، والاتصالات المتكررة على ذويهم وأقاربهم، إضافة إلى التهديد غير المباشر بأنهم على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية”.

وأردف أن “السلطة انشأت غرفة عمليات خاصة، من مختلف الأجهزة الأمنية، يقودها عقيد متقاعد في جهاز المخابرات العامة، وظيفتها إنهاء عرين الأسود، وإخضاع عناصرها”.

وتغتال “إسرائيل”، وفق المصدر، من تراه من “الثقات المخلصين” في قيادة المجموعة المقاوِمة، لتترك المجال للسلطة تعمل على مدار الساعة بالضغط الشديد.

واستدرك بالقول إن “هذا كان الأسلوب الأخطر الذي اتبعته السلطة، التي كانت تستغل كل حادثة اغتيال كان يتعرض لها أحد قادة العرين للضغط على الآخرين للقبول بالتسليم، بالتلميح تارة، وبالتهديد تارة أخرى، أن مصيرهم مشابه لمصير من قتلتهم (إسرائيل)”.

وأكمل: “لقد وصل الأمر إلى الاتصال على مقاومين وإبلاغهم أن اسمائهم مدرجة في قائمة الاغتيالات التي وصلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية من الاحتلال، عبر التنسيق الأمني، ما لم يقم بتسليم سلاحه”.

واستطرد المصدر قائلاً إن “هذا ما حدث بالفعل مع الشهيد وديع الحوح”، مؤكدًا أن “شخصيات أمنية فلسطينية رفيعة التقت بالحوح في البلدة القديمة بنابلس، بعد سويعات قليلة من اغتيال قوات الاحتلال للشهيد تامر كيلاني”.

وتابع: “ساوموه (الحوح) على تسليم نفسه، مقابل منع الاحتلال من اغتياله، فكان رده الحرفي لهم: (أنا وهبت نفسي لله، ولا أخاف من الاحتلال.. اشربوا قهوتكم، ومع السلامة)”.

من جهة أخرى، لم يستبعد أحد المراقبين الذي طلب من “قدس برس” عدم الإفصاح عن اسمه، أن “تكون تلك الاغتيالات جرت بعلم وموافقة السلطة، بعد فشلها في إقناع المقاوم بتسليم نفسه، وكأنها تريد أن ترسل رسالة للمقاومين الآخرين مفادها أن (زميلكم رفض عرضنا فكان هذا مصيره، وهذا مصير كل من لا يقبل)”.

وتابع: “لا يتمتع الجميع بذات القدرة على الصمود في وجه الابتزازات والتهديدات، وهذه النقطة تعلمها السلطة جيدًا، لذا تواصلت مع المقاوم محمود البنا وآخرين، فور اغتيال الحوح، واقنعتهم بتسليم أنفسهم لها”.

وشدد على أن “السلطة لن تتوقف عن خطواتها إلا بإنهاء ظاهرة عرين الأسود، فهذه المجموعة لم تحرج السلطة وقيادتها السياسية والأمنية فقط، بل باتت بنظر الشارع الفلسطيني الممثل الشرعي له”.

يذكر أن مجموعات “عرين الأسود” أوضحت في بيان، فجر الخميس، موقفها من تسليم مطلوبين للاحتلال أنفسهم لأجهزة أمن السلطة الفلسطينية.

وأكدت أنها لم تطلب من أي جهة رسمية أو أمنية “مع كل التقدير” أن تتسلم أياً من مقاتليها، مضيفة أن “من يقوم بتسليم نفسه من المقاتلين؛ فهذا قراره وخياره، لا نناقشه به”.

و”عرين الأسود” مجموعات فلسطينية مقاومة، نشطت في مدينة نابلس ومحيطها، ردًا على جرائم الاحتلال ومستوطنيه بحق الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم، التي تتعرض لاعتداءات شبه يومية.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *