باحث حقوقي: “الإهمال الطبي” سياسة إسرائيلية لتصفية الأسرى

قال الباحث في شؤون الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رياض الأشقر، إن “سياسة الإهمال الطبي كانت سبب مباشر في استشهاد (77) اسيراً فلسطينياً في سجون الاحتلال منذ عام1967، ولا يزال الاحتلال يستخدمها بشكل متعمد وممنهج، وبتعليمات من مستويات سياسية وأمنية عليا في كيان الاحتلال، وهي تشكل سياسة تصفية مباشرة”.

وأشار الأشقر لـ”قدس برس”، اليوم الأربعاء، إلى “أن الباب لا يزال مفتوحاً لارتقاء مزيدا من الشهداء بين الأسرى لوجود العشرات من أصحاب الأمراض الخطيرة بين صفوفهم، ولن تتوقف عند ارتقاء الأسير أبو حميد” وفق تقديره.

وأوضح الباحث في شؤون الأسرى أن “هناك أكثر من (650) أسيرا يعانون من أمراض مختلفة، بينهم حوالي (130) مصابون بأمراض خطيرة كالسرطان والقلب والفشل الكلوي والسكري والضغط، وهناك حالات عديدة مصابة بأمراض عصبية ونفسية، وعدد من الجرحى والمصابين بالشلل والمبتورة أياديهم أو أقدامهم”.

وأشار إلى أن “هؤلاء جميعاً لا يتلقون الرعاية الصحية المناسبة، إضافة إلى استمرار الاحتلال في استخدام وسائل التعذيب العنيفة المحرمة دولياً والتي تفضي إلى الموت” بحسب قوله.

وأكد أن “الاحتلال يتعمّد ترك الأسرى فريسة للأمراض، وذلك بعدم إجراء فحوصات جدية للمرضى منهم، وغالبا ما تتم معاينتهم بالنظر فقط، إضافة إلى تأخير إجراء تحاليل طبية وصور أشعة لعدة سنوات، مما يفاقم حالتهم الصحية، ولا يوفر لهم أطباء مختصين”.

ودعا الأشقر إلى أن يكون إستشهاد الأسير أبوحميد “دافعاً قويا لتسليط الضوء على هذا الملف الهام من جديد، الذي يعرّض حياة العشرات من الأسرى للخطر الشديد والموت في أي لحظة، وفى مقدمتهم الأسرى المصابين بالسرطان”.

وناشد كافة المؤسسات الطبية الدولية وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية “الخروج عن صمتها والتدخل العاجل لحماية الأسرى الفلسطينيين، ووقف الاستهتار بحياتهم والجريمة الطبية التي ترتكب بحقهم، والتي تهدف لقتلهم بعدم تقديم العلاج المناسب لهم، والعمل الجاد من أجل إطلاق سراحهم في أقرب وقت قبل فوات الأوان”.

واستشهد الأسير المريض بالسرطان، والمحكوم بسبعة مؤبدات و50 سنة، ناصر أبو حميد (50 عامًا) من مخيم الأمعري في رام الله (وسط الضفة)، أمس الثلاثاء، في مستشفى “أساف هروفيه”، جرّاء سياسة الإهمال الطبي المتعمد، التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى.

يذكر أن عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ حتى نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، نحو أربعة آلاف و760 أسيرًا، من بينهم 33 أسيرة، وقرابة 160 قاصرًا، و820 معتقلًا إداريًا، بينهم ثلاث أسيرات وأربعة أطفال، وفق مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.

Source: Quds Press International News Agency