السنوار يمهل الاحتلال مدة محددة لإتمام صفقة تبادل للأسرى

أمهل قائد حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في قطاع غزة، يحيى السنوار، دولة الاحتلال الإسرائيلي، مهلة محدودة (لم يحددها) لإتمام صفقة الأسرى، محذراً من إغلاق الملف بالكامل، والبحث عن طريقة أخرى لتحرير الأسرى.

وكشف السنوار في كلمته، اليوم الأربعاء، خلال إحياء “حماس” لذكرى انطلاقتها الـ35 في مهرجان حاشد بمدينة غزة، عن مفاوضات سرية أدارتها حركته مع دولة الاحتلال، وكان آخرها قبل الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة.

وقال السنوار: “أدرنا جولات سرية مؤخرًا، وكانت مطالبنا واضحة بأن يتم الإفراج عن معتقلي صفقة جلعاد شاليط، والأسيرات والأطفال والمرضى، وعلى رأسهم الأسيران القائدان ناصر أبو حميد ووليد دقة، والجثامين المحتجزة، مقابل تسليم الاحتلال إبراهام منغستو وهاشم بدوي السيد (مواطنان يحملان الجنسية الإسرائيلية، الأول من أصل إثيوبي، والثاني عربي، دخلا غزة بعد عام 2014 على فترتين) وصندوقين أسودين، إما جثثا أو أحياء”.

وحذر من أن حكومة الاحتلال المتطرفة القادمة تنذر بتسريع تهويد مدينة القدس، وتصفية الوجود العربي فيها، والانقضاض على الأسرى، وتسريع عمليات القتل والإعدام، والهجوم الكاسح على الضفة، ومصادرة الأراضي، وهدم البيوت، وحملات الاعتقال.

ووجّه رسالة الى قادة الاحتلال قال فيها: “نحن لا نخشاكم، ولا نخشى تهديداتكم، وقد جرب شعبنا ومقاومتنا من هو أشرس وأعتى منكم، وقد أسقطنا حكوماتكم، ونحن قادرون على إسقاط كل حكومة لكم، ولن تعجزوا شعبنا ومقاومتنا”.

وأضاف السنوار أن “الحكومة الإسرائيلية بتطرفها، قد فعّلت نظام التدمير الذاتي، وبذلك تزداد قوة شعبنا وقواه الحية، وتزداد الفرصة لشعبنا ومقاومته ليذيقوا الاحتلال سوء العذاب”.

وشدد على أن “حماس لم تختلف استراتيجيا يوما مع حركة فتح، عندما كانت ترفع خيار الكفاح المسلح”، مشيرا إلى أن اختلافهم فقط حصل عندما سلكت فتح مشاريع التسوية والتنسيق الأمني.

وقال: “نحن اليوم على توافق مع كل مكونات شعبنا في وجه الاحتلال، وها هُم مجاهدونا في جنين (شمال الضفة)، والعرين (مجموعات عرين الأسود)، لا يكاد أحدهم يميز أحدا عن الآخر”.

وأكد السنوار أن “مشروع التسوية مع الاحتلال فشل فشلا ذريعا، وتحول بالكامل إلى مشروع تنسيق أمني يخدم العدو، ولا يخدم مصالح شعبنا”.

وأشار إلى أن “دولة الجزائر بذلت جهداً لترتيب البيت الفلسطيني، وإعادة بناء منظمة التحرير”.

وقال مخاطبا أبناء الشعب الفلسطيني وفصائله ومقاومته: “خذوا زمام المبادرة، وأخرجوا قضيتكم من نفق الظلام والمصالح العبثية الشخصية، ولا تسمحوا لأحد أن يعيدكم لمربعات النزاعات الداخلية”.

وتابع أنه “لا يمكن لأحد أن يفرض علينا شروط الرباعية بالاعتراف بالكيان، وهذا لن يحدث أبدا، ولو أُبدنا عن بكرة أبينا”.

واعتبر السنوار حملة الاعتقالات ضد أنصار “حماس” في الضفة، تأكيداً من فريق السلطة الفلسطينية على إصراره على الاستمرار في مسار التنسيق الأمني.

ودعا السلطة إلى تنفيذ قرارات المجلس المركزي المتكررة، بإيقاف التنسيق الأمني فورا، ووقف الاعتقالات السياسية.

وشدد على أن ظاهرة مخيم جنين وكتيبة بلاطة وعرين الأسود في نابلس، وعمليات مقاومة الاحتلال، وعدم السماح له باستباحة الضفة، وتصاعد المقاومة بكل أشكالها؛ هي السبيل الوحيد لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني.

وقال إن “ما لم ندفع ثمنه اليوم بالعز والكرامة؛ سندفع أضعافه غدا بأقدام المستوطنين، وبالمذلة عند كل موقف وحاجز”.

ودعا قائد “حماس” في غزة أهالي القدس إلى المزيد من الصمود والرباط، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني سيمدهم بالنصر والتمكين بأسرع وقت.

وأشاد بصمود الأسرى قائلا: “مخطئ من يظن أن أسرانا الأبطال الحلقة الأضعف، فأسرانا حالة إجماع وطني، وقد جرّب الاحتلال كيف تدحرج إضرابهم عام 2014 إلى عمليات في الضفة، ومواجهات استمرت 51 يوما مع غزة”.

وأكد أهمية تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في غزة، معتبراً ذلك من صميم العمل المقاوم الاستراتيجي ومن جوهره، ومشيرا إلى أن الحاضنة الشعبية للمقاومة، يجب أن تكون قادرة على مواصلة الطريق حتى التحرير والعودة.

وحول عدم رد المقاومة في غزة على اعتداءات الاحتلال الأخيرة في القدس؛ قال: “أدركنا أننا سنكون خلال عام 2023 أمام استحقاقات كبرى، حيث قدّرت استخباراتنا أن اليمين الصهيوني سيكسر كل الخطوط الحمراء، وأننا أعطينا الفرصة لاشتعال المقاومة في الضفة، لأنها قلب المقاومة، وأن نعطي أهلنا في القطاع مزيدا من الوقت لالتقاط الأنفاس”.

ودعا السنوار محور القدس إلى ضرورة أن يكونوا مع الشعب الفلسطيني في مواجهة مفتوحة مع الاحتلال، الذي يصر على تحويل المعركة إلى حرب دينية.

وقال: “علينا أن نكون على أهبة الاستعداد لأن نهب هبّة رجل واحد للدفاع عن الأقصى، وأن تكون كل أمتنا الحية جاهزة للزحف بطوفان هادر لاقتلاع هذا الاحتلال عن أرضنا”.

يشار إلى أن حركة “حماس” انطلقت في 14 كانون الأول/ديسمبر 1987، وهي تنادي بتحرير كامل التراب الفلسطيني من البحر إلى النهر، وحمل مهرجانها الجماهيري اليوم عنوان “آتون بطوفان هادر”.

Source: Quds Press International News Agency