مقاهٍ أردنية تطل على جبال فلسطين تلقى إقبالا سياحيا واسعا

تتميز مدينة السلط الأردنية، بارتفاع جبالها وإطلالتها المحاذية لجبال فلسطين المحتلة من الجهة الشرقية.

والسلط، قصبة محافظة البلقاء، التي تقع وسط الأردن، وتبعد عن العاصمة حوالي 30 كيلومترا باتجاه الشمال الغربي.

وترتفع المدينة عن مستوى سطح البحر بمعدل 880 مترًا، وأعلى مرتفعاتها منطقة “الطف” أو “شارع الستين”، المطل على جبال الضفة الغربية، بارتفاع يناهز 1050 مترًا.

نقطة جذب سياحي واحتجاج سياسي

وفي السنوات الأخيرة، أصبحت هذه الإطلالة نقطة جذب سياحي، بعد عدد من مشاريع البنية التحتية، التي شملت شق طرق سهلت الوصول إلى تلك المناطق الوعرة، التي لم تكن معروفة لدى معظم سكان الأردن.

وكان من أبرز تلك المشاريع “شارع الستين”، الذي يصل مدينة السلط بمنطقة الأغوار والبحر الميت، ويمر عبر أعلى مناطق المدينة التي تطل على مناطق واسعة من فلسطين المحتلة.

ووجد العديد من أصحاب الأراضي ورؤوس الأموال فرصة استثمارية، قابلة للربح، عبر تقديم خدمات الجلسات الهادئة للراغبين برؤية فلسطين المحتلة، من مرتفعات منطقة “الطف” و “مغاريب السلط”، وأنشئت العديد من المطاعم والمقاهي والأكشاك على امتداد الشارع.

ومع إعلان الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترمب، القدس عاصمة لـ”إسرائيل”، ونقل سفارة واشنطن إليها، أصدرت بلدية السلط الكبرى، قرارا “بتسمية “شارع الستين” باسم “القدس عربية”، كرفض واحتجاج سياسي للإعلان، وبدون ألف ولام التعريف في كلمة “عربية”، فالقدس واحدة ولا يوجد قدس غير عربية”، كما تعلق رئاسة البلدية.

حضور يتقدمه فلسطينيو أميركا

وقال مالك مطعم ومقهى “طلة القدس”، جلال الرحاحلة، إن “حضور الزوار فوق المتصور، وعلى مدار السنة، من الأردنيين بشتى محافظات ومناطق المملكة، المقيمين منهم والمغتربين، ومن مواطني دول الخليج”.

وأشار إلى أن “أكثر الحضور يتمثل بالمهاجرين الفلسطينيين إلى الولايات المتحدة على وجه الخصوص، حيث يكون على قائمة برنامجهم تنسم هواء بلادهم الأم”.

في مقهى “طلة القدس” يفضل الزوّار الجلوس إلى جانب الشرفة الرئيسية للمقهى، وعلى عكس جلسات المقاهي التي يتبادل فيها الجالسون أطراف الحديث، هناك ترى الجميع صامتا في أغلب الأحيان، يلقون بأبصارهم نحو الغرب، حيث فلسطين تتبدى لهم.

ينادي أحدهم عاملا في المطعم، ويبدأ بسؤاله: هذه التلة أين؟ إنها الجانب الشرقي من طوباس، أما تلك التلة الأبعد فهي جزء من جبال نابلس، أما هناك في الأفق الأبعد، فأنت ترى الجبال المحيطة بمدينة القدس.

ينتهى الحوار مع العامل، ليعود الجميع في تحليقهم الصامت من السلط الأردنية نحو فلسطين.

ويوضح الرحاحلة لـ”قدس برس” أن “معظم موظفي المطعم من مدينة السلط، ومن حملة الشهادات الجامعية .. نعرّف الكابتن في الصالة، ماذا يقول للزبائن، كونه يعرف مقصدهم وسبب زيارتهم، ويباشر بتحديد جبال القدس، وجبال نابلس، وجنين، وطوباس، وبيسان، وأريحا، فضلا عن الأغوار الأردنية والفلسطينية”.

وتابع الرحاحلة “على كل عامود من أعمدة الصالة، تعريف بقرية من قرى فلسطين، وأول ما يقابل الزبون على بوابة المطعم، صورة كبرى للقدس”.

ويحتل منظر غروب الشمس خلف جبال فلسطين، حالة تستهوي الزوار، كما يعتبر الشارع بحد ذاته، والجلوس على جانبيه متنفسا لأهالي المدينة وضواحيها، لاسيما فئة الشباب في فترة الليل، و”نزهة” للمصطافين، من أهل المحافظات، لما تتمتع به السلط من أجواء صيفية معتدلة، ومناظر طبيعية.

جدير بالذكر أنه، في تموز/يوليو الماضي، ضمّت لجنة التراث العالمي، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونسكو) مدينة السلط إلى قائمتها.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *