لأول مرة.. الطفل فارس الحلبي يحتضن والده الأسير بعد 6 سنوات

بعد رحلة معاناة استمرت 15 ساعة متواصلة، تمكن الطفل فارس (7 أعوام) ابن الأسير محمد الحلبي، من احتضان والده، خلال زيارته أمس، في سجن رامون؛ جنوب فلسطين المحتلة، لأول مرة منذ اعتقاله قبل ستة سنوات.

“فارس”، الذي كان رضيعًا حينما اعتقلت قوات الاحتلال والده، (مدير مؤسسة الرؤية الإغاثية العالمية)، على حاجز بيت حانون “إيرز” شمال قطاع غزة عام 2016، استيقظ مبكرًا يوم الزيارة، وهو يحلم باحتضان والده وتقبيله.

فكر الطفل بطريقة لتحقيق حلمه؛ والتغلب على صلابة الزجاج الذي يحول بينهما، ففتح حصالته، وأخذ ما فيها من نقود، لكي يعرضها على السجان، مقابل السماح له باحتضان أبيه، لكن جده أبلغه أن الاحتلال لن يقبل بذلك.

هذا التفكير الطفولي العفوي لـ”فارس”، بفداء والده بهذا المبلغ القليل، 40 شيكلاً (11 دولارًا)، جاء بعد القهر الذي عاشه خلال الزيارات السابقة.

وأكد خليل الحلبي، جد الطفل لـ”قدس برس” أن فارس “نموذج لأطفال الأسرى، الذين يتمنّون لمسة حانية من آبائهم في سجون الاحتلال، بعد أن حرموا منها لسنوات”.

وقال: “الضغط الذي يتعرض له فارس وغيره من أبناء الأسرى، فجّر لديه هذا التفكير العفوي الطفولي، لأنه عانى خلال الزيارات السابقة من القهر، وهو ينظر لوالده من خلف الزجاج، دون أن يتمكن من احتضانه أو تقبيله”.

وأضاف: “أتمنى أن يدرك المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية، المعاناة التي يعيشها أهالي الاسرى.. فالرسالة التي أراد أن يوصلها فارس، من خلال تصرفه العفوي، بأن تعمل على تحسين أوضاع الأسرى”.

“فارس” الذي عاد منتشيًا من زيارة والده، بعدما تحقق حلمه، بقي محتفظًا بنقود حصالته، إذ تذللت العقبات أمام دعواته باحتضان والده.

من جهته، قال المختص في شؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة؛ لـ”قدس برس” إن “زيارة الأسير حق مشروع كفلته كل الشرائع والأعراف الدولية، ولكن الاحتلال حولها الى معاناة وإذلال للأهالي”.

وشدد على أن قصة الطفل فارس “مؤلمة جدًا”، وأنها “حلقة في مسلسل معاناة أهالي الأسرى”.

وأشار إلى أن معاناة الزيارة تبدأ من الاستيقاظ مبكرًا مع بزوغ الفجر، ثم مشقة السفر والطريق الطويلة، والتفتيش والاعتداءات الإسرائيلية التي يواجهها أهالي الأسرى، أحيانًا.

وقال الحقوقي الفلسطيني: “إدارة السجون تتعمد وضع الأسير بعيدًا عن ذويه، حتى تنغّص الزيارة عليهم، من خلال قطع مسافات طويلة لرؤيته”.

وأشار إلى أن “مدة الزيارة لا تزيد عن 45 دقيقة”، موضحًا أن “زيارات ذوي أسرى غزة غير منتظمة، وتكون أحيانًا كل شهرين، ولا تزيد حصة الأسير عن شخصين من درجة القرابة الأولى”.

ويقبع الحلبي، في سجون الاحتلال منذ العام 2016، وقد أصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية قبل شهر حكمًا عليه بالسجن لمدة 12 سنة، بعد عرضه على المحكمة 172 مرة خلال فترة توقيفه.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *