مراقبان: ابتزاز الأحزاب المتطرفة لنتنياهو دفعه لتمديد مشاورات الحكومة

أكد خبيران فلسطينيان أن “الأحزاب اليمينية الإسرائيلية المتطرفة، تواصل ابتزازها لبنيامين نتنياهو، المكلف بتشكيل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما أجبره على طلب مهلة إضافية بحسب القانون الإسرائيلي، الذي يسمح بتمديدات تصل إلى 14 يومًا”.

وقال المختص في الشؤون الإسرائيلية إياد حمدان إن “التمديد شيء طبيعي، وليس بجديد بالنسبة لتشكيل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وذلك كان لأسباب عديدة سابقا، تتعلق ببرامج الأحزاب”.

واستدرك حمدان بالقول لـ”قدس برس” إن “هناك اختلافًا جوهريًا هذه المرة، كون من سيشكل الحكومة هي أحزاب يمينية بحتة متقاربة كثيرا في سياستها”.

وأوضح أن “الخلاف بين الأحزاب التي يسعى نتنياهو لضمها، يتركز حول توزيع المناصب الوزارية والصلاحيات”.

وأضاف أن “رئيس حزب القوة اليهودية إيتمار بن غفير، وزعيم الصهيونية الدينية بتسلئيل سموريتش، يريان أنه لا يمكن لنتنياهو النجاح بتشكيل الحكومة دون إرضائهما”.

وأشار إلى أن رؤيتهما تلك تنبع من “تأكدهما أن خصومهما في المعارضة مثل وزير الخارجية الأسبق أفيغدور ليبرمان، ورئيس الوزراء السابق يائير لابيد، ورئيس حزب أزرق أبيض بيني غانتس، لن ينقذوا نتنياهو، لذلك هذه فرصتهم لابتزازه”.

ولفت إلى أن “نتنياهو قد يلجأ للتحايل على غانتس ولابيد للقبول بالانضمام لحكومته لعدة أسباب، منها سهولة التعاطي الأمريكي معه، وضمان استقرار حكومته، وتحييد الخصوم السياسيين له”، معتبرًا أنه “من المستحيل تكليف شخصية أخرى غير نتنياهو لتشكيل الحكومة الإسرائيلية، في ظل تفكك أحزاب الوسط”.

وبيّن حمدان أن “المشهد المعقد في تل أبيب، هو أننا أمام تشكيل حكومة الأكثر يمينية في دولة الاحتلال، في ظل ضغط كبير من قبل أعضاء حزب الليكود على نتنياهو بعدم التنازل عن الوزارات السيادية، كالدفاع والمالية والخارجية للأحزاب الأخرى”.

وأشار إلى توقعه أن “نتنياهو المخضرم بالمراوغة، سيتمكن من تشكيل حكومة، بحيث يتم تقاسم الفترة الزمنية بين الأحزاب في الوزارات”.

من جهته، اعتبر الخبير في الشأن الإسرائيلي عاهد فروانة، أن “طلب مهلة التمديد مرتبط بالطلبات المتجددة التي تصل نتنياهو من حلفائه، خاصة الصهيونية الدينية، وحزب بن غفير”، مشيرًا إلى أن “هناك مطالب دائمة لهم وللحريديم المتدينين”.

وقال فروانة لـ”قدس برس” إن “نتنياهو كان يتوقع أن تشكيل حكومة سيكون أسهل، خصوصًا أنهم يمتلكون نفس الرؤية اليمينية المتطرفة، لكن الأحزاب التي تريد أن تشارك لديها مطامع، وتعرف تمامًا أن نتنياهو يحتاجهم من أجل تشكيل الحكومة، إلى جانب سن قوانين تحميه من الملاحقات القضائية، وبالتالي فهم يبتزونه”.

واستدرك قائلاً إن “نتنياهو يحتاج إلى فترة ليتمكن من سن بعض القوانين في الكنيست (برلمان الاحتلال)، وأبرزها القانون الذي يمنح رئيس حركة شاس أرئيل درعي، الانضمام إلى الحكومة، لأن هناك قانونًا يشترط ألا يكون من ينضم إلى الحكومة ملاحقًا قضائيًا”.

وأشار إلى أن “نتنياهو يخطط لمنع محكمة العدل العليا (الإسرائيلية) من التدخل في قرارات الكنيست، حتى يتغلب وحلفاؤه على مختلف السياسات في دولة الاحتلال، ويتمكنوا من إضعاف محكمة العدل العليا”.

وأضاف فروانة أن “نتنياهو يحاول استغلال هذه الفترة حتى يغير هذه القوانين، لذلك هو يحتاج لهذه المدة حتى يرتب أموره، وكذلك يرسل بعض الرسائل إلى الآخرين، وخصوصًا في أحزاب أزرق أبيض وليبرمان”.

واستطرد بالقول إن “الوضع لا زال غير مستقر، حتى وإن كانت الظروف تشير إلى أن نتنياهو سيذهب إلى حكومة يمينية خالصة، حتى يأمن نفسه من الملاحقات القضائية”.

وكان نتنياهو قد طلب من رئيس دولة الاحتلال، يتسحاق هرتسوغ، الأربعاء الماضي، قبل أقل من ثلاثة أيام من استحقاق 11 كانون الأول/ديسمبر الجاري لإعلان تشكيلته الحكومية، تمديد المهلة أسبوعين، فاستجاب هرتسوغ للطلب جزئيًا بالتمديد 10 أيام، تنتهي في 21 من الشهر الحالي.

يشار إلى أن حزب الليكود، الذي يقوده نتنياهو، فاز بأغلبية كبيرة في الانتخابات الأخيرة، تمكنه من تشكيل حكومة إسرائيلية بمساعدة الأحزاب اليمينية المتطرفة في حكومة ستكون يمينية بحتة، حيث شرع مطلع كانون أول/ديسمبر الجاري لذلك، وسط صعوبات كبيرة.

Source: Quds Press International news Agency